• التأكيد على اهمية السياحة العلاجية

    23/10/2010

     في ورشة عمل اقامتها الغرفة امس
    التأكيد على اهمية السياحة العلاجية لدعم الاقتصاد الوطني
    الدعوة الى ايجاد مركز معلومات وطني للترويج للخدمات الصحية الوطنية
     

    اكدت ورشة عمل ( دور المنشآت الطبية ومنظمي الرحلات السياحية في تطوير منتجات سياحة الصحة والاستشفاء) التي نظمتها غرفة الشرقية امس السبت 23 اكتوبر 2010 في مقر الغرفة الرئيسي بالدمام على اهمية تفعيل السياحة العلاجية، وتذليل الصعوبات القانونية والاجرائية امام هذا النمط من السياحة، وذلك من خلال تطوير الخدمات الصحية، والترويج للخدمات المتميزة التي تقدمها المراكز الصحية السعودية.
    وقال عضو مجلس إدارة الغرفة رئيس اللجنة الصحية محمد سعد الفراج في كلمة افتتاحية للورشة إن السياحة الاستشفائية قضية بالغة الاهمية في موضوعها، وفي مجالها، وبالغة الأهمية أيضا فيما يتعلق بتأثيراتها الإيجابية وانعكاساتها المحتملة والمتوقعة على مستقبل السياحة السعودية من ناحية، وعائدها على الاقتصاد الوطني من ناحية أخرى.
    واضاف بأن السياحة العلاجية أو سياحة الصحة والاستشفاء تشكل نمطا من أهم الأنماط السياحية في العالم، وقد ساعد على انتشار هذا النوع من السياحة، في ربع القرن الأخير، نمو حركة السفر والسياحة العالمية، وزيادة عدد المسافرين بين مختلف الدول، وتزايد التأثير الذي تلعبه وسائل الاتصال في نمو حجم المعرفة لدى البشر في السنوات الأخيرة،
    وذكر بأن المملكة قد شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا كبيرا في مجال السياحة العلاجية، واكتسبت شهرة واسعة في مجال الخدمات الصحية والاستشفائية، مع انتشار العديد من المستشفيات والمركز العلاجية الحديثة والمتطورة، والتي نجحت في إجراء العديد من العمليات الجراحية الدقيقة والصعبة، في أكثر من مجال تخصصي، إلى حد أكسب مستشفيات المملكة الكثير من الإعجاب والتقدير على المستوى الطبي العالمي.
    وذكر بأن هذا التطور النوعي في مجال الصحة والعلاج بالمملكة يطرح على المكاتب السياحية ومنظمي الرحلات السياحية استثمار هذا التحول الكبير، والاستفادة منه، وتحويله إلى متغيرنوعي جديد في مجال سياحة الصحة والاستشفاء، وهو ما يمكن أن يشكل إضافة جديدة وفاعلة لاقتصادنا الوطني، ومكسبا مضمونا للمستثمرين في هذا المجال، في ضوء العوائد العالية المتوقعة على الاستثمار في الساحة العلاجية، خاصة مع توافر الطلب المحلي المرتفع وتمتع المملكة بالإمكانات الطبية العالية والمقومات الطبيعية التي تساعد على نجاح هذا النمط من السياحة.
    اما مدير مشروع السياحة العلاجية بالهيئة العامة للسياحة والآثار بندر العنزي فقد قدم ورقة عمل بعنوان (دورالمنشآت الطبية والاستشفائية ومنظمي الرحلات السياحية في      سياحة الصحة والاستشفاء) قال فيها انه ومع النهضة الاقتصادية التي تشهدها المملكة والتطور الكبير في الخدمات الطبية فان نمط سياحة الصحة والاستشفاء من أكثر الأنماط السياحية القابلة للنمو والتطوير لما تتمتع به المملكة من مقومات مناسبة سواء الطبيعية منها أو تلك التي أنشأتها الدولة والقطاع الخاص.
     وذكر بأن سياحة الصحة والاستشفاء هي السفر إلى مدينة أخرى بغرض الحصول على خدمات طبية أو استشفائية وهي تنقسم إلى قسمين:(سياحة الصحة (العلاج) (Health Tourism) :ويقصد بها السفر لتلقي عناية طبية في منشآت متخصصة مع برامج سياحية مصاحبة، وسياحة الاستشفاء (Wellness Tourism)، وهي سفر الأصحاء لمدن أخرى بهدف المحافظة على صحتهم البدنية والنفسية من خلال الحصول على خدمات في منشئات متخصصة .
    وذكر بأن سياحة الصحة والاستشفاء للمنشآت الطبية تحقق الكثير من الفوائد، إذ تتوفر في الكثير من المنشآت الطبية تجهيزات وخدمات طبية عالية الجودة، و فيها طاقة فائضة معطلة تبحث تلك المنشآت عن طرق لاستغلالها من خلال جذب عملاء آخرين من خارج المدينة سواء من مدن أخرى في المملكة أو من دول أخرى.. كما ان الوصول لأسواق جديدة وبتكلفة اقل حيث يستطيع منظمو الرحلات تسويق برامج الصحة والاستشفاء السياحية في مناطق ومدن لا تستطيع المنشآت الطبية الوصول لها، وبتكلفة اقل وعلى مدى فترة طويلة مما يوفر عملاء أكثر للمنشآت الطبية.
    ومن الفوائد التي تحققها المراكز الصحية من خلال السياحة العلاجية هي الوصول لعملاء لديهم قدرات مالية اكبر أو لديهم الرغبة في الإنفاق على خدمات إضافية، فالبرامج السياحية وما توفرها من راحة بال تكون جاذبة للكثير من الراغبين في الحصول عليها وعلى الخدمات التي تقدمها.. حيث ان تفرغ المريض للعلاج والخدمات الطبية حيث تتولى جهة مختصة توفير احتياجاتها منه النقل والسكن والبرامج المصاحبة، وبالتالي زيادة رغبة المريض السائح في الحصول على خدمات إضافية يحتاجها.
    ونوه الى ان سياحة السياحة والاستشفاء تجلب حالات طبية من خارج محيط المنشأة مما يساهم في تعاملها مع حالات طبية جديدة تساهم في زيادة خبرات القدرات الطبية في المنشأة.
    وتطرق الى بعض الجوانب الاقتصادية التي يمكن ان تأتي عن طريق سياحة الصحة والاستشفاء، وقال إن سياحة الصحة والاستشفاء تتميز بمعدل الإنفاق العالي للسائح أثناء رحلته، بالإضافة إلى طول مدة الرحلة مقارنة بالأنماط السياحية الأخرى، بالإضافة إلى مشاركة مرافقين للسائح في رحلته وارتباط الرحلة في كثير من الأحيان برحلات متابعة متعددة.
    ومن هذا المنطلق ــ والحديث للعنزي ــ اهتمت المملكة من خلال الهيئة العامة للسياحة والآثار بتنمية هذا النمط للعوائد الاقتصادية التي يحققها للمناطق التي تقام فيها منتجات الصحة والاستشفاء سواء المراكز الطبية او مراكز العلاج الطبيعي والاستجمام.
    اما أهـميتها للسـائح فهي توفر له خدمة توفر برامج ومنتجات سياحة الصحة والاستشفاء يحقق الكثير من الفوائد على المستهدفين بها من المرضى أو الأصحاء.
    واكد بأن نجاح برامج وعروض سياحة الصحة والاستشفاء يتطلب اهتمام المنشأة الطبية والاستشفائية المشاركة فيها وعملها على تطبيق عدد من العوامل والمعايير منها  أن أن تكون تلك العروض ضمن برنامج سياحي متكامل يشمل بالإضافة إلى العلاج خدمات أخرى مثل السفر والإقامة والتنقلات والبرامج السياحية للمريض أو المرافقين.. وأن تم العمل مع منظمي رحلات سياحية مرخص من الهيئة العامة للسياحة والآثار يتولى إدارة وتسويق برنامج سياحة الصحة والاستشفاء للمنشأة..
    وشدد على ضرورة وجود إدارة او موظف مختص في المنشآت الطبية أو الاستشفائية يتولى مهمة إدارة البرنامج السياحي مع منظم الرحلات السياحية ويشرف وينسق بين منظم الرحلات السياحية والمنشأة والمريض او السائح المستفيد وإدارات وأقسام المنشئات المشاركة.. وكذلك وجود موقع على الانترنت عن المنشأة يوضح إمكانياتها وقدراتها والخدمات التي توفرها للسائح.
    وفي ورقة عمل اخرى تحت عنوان (السياحة العلاجية من منظور القطاع الصحي الخاص) قدمها مدير عام مستشفى سعد الطبي د. أحمد عبد الله العلي قال السياحة العلاجية تعني السفر من مدينة لأخرى بغرض الحصول على خدمات صحية أو عناية طبية أو الإستجمام، واما مراكز السياحة العلاجية فهي المنشات الطبية التي تضع ضمن أهدافها وخططها إستقبال المرضى من مناطق ومدن أخرى وتتخذ خطوات لازمة لتحقيق ذلك..لافتا الى ان نجاح السياحة العلاجية يتطلب تكامل توفر الخدمات الطبية بين المدن والدول المجاورة، إبراز مستوى النهضة الصحية الشاملة في البلاد، وإبراز مفهوم السياحة العلاجية بالمملكة، و تبني مسؤولية التنسيق والتوجيه للجهات ذات العلاقة بتذليل كافة العقبات.. و إقامة الندوات والمعارض لدعم السياحة العلاجية والمشاركة بالمؤتمرات والمعارض العالمية في هذا المجال، وتطوير الخدمات الصحية القائمة والمحافظة على جودة الخدمة قبل الإندفاع في فتح الباب للسياحة العلاجية.. مع التركيز على الخدمات الغير متوفرة بالدول المجاورة أو المدن الأخرى.. و المبادرة بالتعريف عن الخدمات الصحية المتوفرة لدى المؤسسات الصحية للجهات السياحية ومكاتب السفر ومواقعها بالشبكة العنكبوتية ومن خلال المعارض الوطنية والعالمية.
    ودعا الى ايجاد بنك معلومات محدث عن المرافق الطبية المتميزة بالمملكة والخدمات المتوفرة بها، وإنشاء إدارة مختصة للسياحة العلاجية بالمؤسسات الصحية وتقديم التسهيلات الإجرائية والشخصية ووسائل التواصل والمتابعة.. وكذلك الإستعداد الداخلي: إكتمال الخدمات الطبيةالأساسية والتخصصية والتسويق الداخلي.
    وعن العقبات التي تواجه السياحة العلاجية ذكر العلي عدم توفر قاعدة معلومات متكاملة عن الخدمات الصحية في المملكة.. و صعوبة حجوزات الطيران والتنقل والخدمات الأخرى.. و صعوبة إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول الى المملكة لسواح الخارج.. و خصوصية المجتمع.
    وشدد على ضرورة إنشاء أقسام للسياحة العلاجية في المؤسسات الصحية.. والتعاون بين الجهات المختلفة لتوافر مقومات السياحة بصفة عامة بالإضافة للخدمات العلاجية..وتغيير وتحديث بعض الأنظمة والإجراءات لدى الجهات الرسمية لتسهيل تقديم الخدمة الصحية بشكل مرضي..تبني هيئة السياحة والاثار لمعارض داخلية وخارجية للتعريف بالخدمات الصحية ومقدمي الخدمات ودعم الحملات الإعلامية وإبراز الجوانب المشرقة من النهضة الصحية في البلاد..تبني هيئة السياحة بالتعاون مع وزارة الصحة والغرف التجارية إنشاء بنك معلومات من خلال موقع إلكتروني يتم حصول المتصفح من خلاله على كافة الخدمات والحجوزات اللازمة وتعرف بتجارب وخبرات المستفيدين من تلك الخدمات الصحية.
    وتحت عنوان الصناعة النبيلة تحدث عضو اللجنة الصحية د. ابراهيم بوخمسين ان القطاع الصحي في المملكة لا يزال في المركز الثاني بعد القطاع الصناعي في توفير الوظائف للمجتمع، ولا يزال في المملكة ينمو نموا ممتازا، وقد ساهم نمو التأمين الصحي في ازدياد رقعة الخدمات الصحية، والمملكة تعد من اكبر الدول وافضلها في تقديم الخدمات الصحية في منطقة الشرق الاوسط، فقد زادت المصاريف على تطوير الخدمات الصحية من 40مليار ريال العام قبل الماضي الى 61 مليار ريال في العام الماضي، ولذلك زاد عدد المستشفيات الكبيرة في المملكة، وصارت المملكة من اكثر الدول استقطابا للكفاءات الطبية للعمل في مراكزها الصحية، ومن الدول التي استقطبت استثمارات تصل الى 5 مليارات ريال في صناعة الادوية والمستحضرات.
    واشار الى ان النمو السكاني في المملكة والذي يقدر بنسبة 3% حيث سوف يصل الى 30 مليون نسمة عام 2016 وانتشرت في السنوات الاخيرة امراض السمنة والسكر وحالات من السرطان، بمعنى ان هناك طلبا على الخدمات العلاجية، ويتوقع ان تزيد الاستثمارات في القطاع الصحي،يتوقع ان يصل عدد المستشفيات اكثر من 500 مستشفى في السنوات المقبلة.
    واشار الى انه وقبل التوجه للسياحة العلاجية علينا ان نصل الى ايقاف المليارات من الريالات التي تهاجر الى الخارج وتدفع للعلاج، والتي يمكن ان يحصل عليها المواطنون داخل المملكة، بالنظر الى تطور الخدمات الصحية محليا .. كما يمكن استقطاب المليارات من الدولارات التي تصرفها الدول الخليجية المجاورة على العلاج في الخارج
    وتحدث عن مدى التطوير بالجهاز السياحي بفرع الهيئة العليا للسياحة والآثار بالمنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان المدير التنفيذي لجهاز السياحة والاثار بالمنطقة الشرقية وقال ان الهيئة تحرص على تفعيل سياحة الصحة والاستشفاء، بهدف تعزيز مفهومها وتنشيط هذا النمط السياحي من خلال المنشآت الطبية .
    وقال ان المنطقة الشرقية تحتل مركز الصدارة في الرحلات السياحية المحلية وموقعها الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي، اذ بلغ عدد الرحلات السياحية الملحية خلال عام 2009 اكثر 4.2 مليون ريحال و2.2 مليون رحةى واقد واكثر اللاحت الوافدة الى المملكة هي من دول الكويت الشقيقة، كما توفر المنطقة الشرقية خدمات الايواء يوجد بها 79 فندقا، و586 وحدة سكنية مفروشة.
     

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية